كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



آخر أمري؟
قالوا: تقعد معلما فأكثر رزقك ديناران إلى ثلاثة.
قلت: وهذا لا عاقبة له.
قلت: فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني؟
قالوا: تمدح هذا فيهب لك أو يخلع عليك وإن حرمك هجوته.
قلت: لا حاجة فيه.
قلت: فإن نظرت في الكلام ما يكون آخر أمره؟
قالوا: لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام فيرمى بالزندقة فيقتل أو يسلم مذموما.
قلت: قاتل الله من وضع هذه الخرافة وهل كان في ذلك الوقت وجد علم الكلام؟!!
قال: قلت: فإن تعلمت الفقه؟
قالوا: تسأل وتفتي الناس وتطلب للقضاء وإن كنت شابا.
قلت: ليس في العلوم شيء أنفع من هذا فلزمت الفقه وتعلمته.
وبه: إلى ابن كاس حدثني جعفر بن محمد بن خازم حدثنا الوليد بن حماد عن الحسن بن زياد عن زفر بن الهذيل سمعت أبا حنيفة يقول:
كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان فجاءتني امرأة يوما فقالت لي: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟
فلم أدر ما أقول فأمرتها أن تسأل حمادا ثم ترجع تخبرني.
فسألته فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج.
فرجعت فأخبرتني.
فقلت: لا حاجة لي في الكلام وأخذت نعلي فجلست إلى حماد فكنت أسمع مسائله فأحفظ قوله ثم يعيدها من الغد فأحفظها ويخطئ أصحابه.
فقال: لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة.
فصحبته عشر سنين ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة فأحببت أن أعتزله وأجلس في حلقة لنفسي فخرجت يوما